توصل باحثون في جامعة وارويك البريطانية بالتعاون مع جامعة كوفنتري وارويكشاير لاكتشافٍ جديد من الممكن أن يؤدي إلى علاج جديد لمرضي السمنة والسكري من الدرجة الثانية إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. حيث تمكن كل من البريطانيان البروفيسور بول ثورنالي ونائلة رباني، والسعوديان المبتعثان من جامعة الطائف د. علاء شافعي -كلية العلوم الطبية- وزوجته د. أمل عاشور -كلية طب الاسنان- من اكتشاف مركبات مستخلصة من الفاكهة، عبر مزيج من العنب الأحمر والبرتقال، يسهم في الحد من مرضي السمنة وأمراض القلب ويحسن حالة مرضى السكري.
وتعد السمنة هي المسبب الرئيس لأمراض السكر والقلب، ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في تحسين وخفض نسبة السكر في الدم وتحسين عمل الإنسولين وصحة الشرايين ووظائف الأوعية الدموية لمصابي السمنة وذلك من خلال استخدام محفزات بروتينية، عبر مُركبين هما: trans-resveratrol و hesperetin والذي يوجدا في العنب الأحمر وفي البرتقال .
يقوم المركبان بزيادة بروتين Glyoxalase 1 في الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى تقليص المركب Methylglyoxal المسبب الرئيسي للآثار التي تلحق بالخلايا بسبب مرض السكري، مما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وارتفاع الكولسترول الضار للقلب والأوعية . وبرغم صعوبة أن يحصل الفرد على التركيز والكمية المطلوبة من هذين المركبان عبر تناوله للفواكه، فإنه من الممكن أن يعطى المريض ذلك من خلال جرعات مركزة في شكل كبسولات .
الفريق البحثي كان قد أجرى تجارب سريرية على 32 حالة مرضية في أعمار تتراوح بين 18 و 80 عاماً، حيث تم إعطاؤهم كبسولة واحدة في اليوم لـ ثمانية أسابيع، مع الحفاظ على النظام الغذائي المعتاد، وبعد مراقبة ذلك جرى تقييم التغييرات في مستويات السكر في الدم، ووجد الفريق تأثيراً ملحوظاً على صحتهم، عبر انخفاض مستويات السكر وتحسن عمل الإنسولين، ووظائف الشرايين، وانخفاض التهاب الأوعية الدموية .
كما قامت الدكتورة السعودية أمل عاشور بدراسة فعالية هذه المركبات على صحة الفم، ونالت على إثر ذلك درجة الدكتوراه، وتم تسليم ورقتها العلمية للمراجعة من إحدى المجلات العلمية .
البروفيسور Thornalley المتخصص في البيولوجيا وهو الذي قاد فريق البحث يقول أن هذا الاكتشاف تطور هائل ومثير للغاية، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرتنا على علاج هذه الأمراض، وأهمها وأخطرها السمنة والتي تعد مثل القنبلة الموقوتة .
يُذكر أن البحث قامت بنشره مجلة “Diabetes” العلمية، وتم تمويله من وكالتين للابتكار في المملكة المتحدة، وقد حصل على براءة اختراع تم تسجيلها باسم مشرفي الفريق في المملكة المتحدة إضافة إلى ترخيص تجاري للبدء في صناعة هذا الدواء .