حسام زواوي مبتعث سعودي من الشؤون الصحية في الحرس الوطني، بدأ اهتمامه العلمي منذُ كان عمره سبع سنوات، حسام الذي يعمل في مختبره بجامعة كوينزلاند بمدينة بريزبن شرقي أستراليا حققت أبحاثه نتائج في غاية الأهمية حيث تمكن من تطوير أداة تشخيصية سريعة تسمى الجرثومة الخارقة السريعة والتي يمكن من خلالها تحديد نوع العدوى بسرعة أكبر بين ثلاث إلى أربع ساعات بينما في المعدل الحالي يتم الكشف عن العدوى خلال ثلاثة أيام، وبالتالي تسهيل تقديم العلاج المناسب في المراحل المبكرة من العدوى .
أهمية الأبحاث التي يقوم بها طالب الدكتوراه حسام زواوي أن البكتيريا الخارقة ينتج عنها وفاة أكثر من 50 ألفاً سنوياً في الولايات لمتحدة وأوروبا بمفردها، وأن مثل هذه البكتيريا باتت تشكل خطراً على التطور الطبي الحديث وحذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع معدلات الإصابة به حول العالم بحسب ما أوضح في مجلة التايم.
تكريم جامعة كوينزلاند
كرمت جامعة كوينزلاند في أستراليا ، المبتعث لدرجة الدكتوراه من مستشفى الحرس الوطني بالرياض، إلى مركز الأبحاث السريرية التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية حسام بن مأمون زواوي، لتميزه في مشاريعه البحثية الابتكارية بحماية صحة الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، ووضعت صورته على لافتة إعلانية كبيرة على أحد الطرق السريعة بمدينة برزبن بولاية كوينزلاند ووصفته بصانع التغيير.
تكريم التايمز
نشرت مجلة التايم TIME الأمريكية الشهيرة ضمن قادة الجيل القادم صفحات مطولة عن حسام زواوي من مركز كوينزلاند للأبحاث السريرية ، بجامعة كوينزلاند نظير مشاريعه البحثية الابتكارية في حماية صحة الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (Superbugs).
كما قام حساب المجلة على تويتر بنشر وبشكل غير مسبوق تغريدة باللغة العربية جاء نصها كما يلي “تعرفوا على العالم السعودي الذي يقاتل لقهر الجراثيم الخارقة”، وذلك تشجيعًا ودعمًا للنشر والتعريف بهذا العالِم.
فاز زواوي بجائزة جامعة جريفيث للتفوق العلمي عام 2010 Griffith University Award for Academic Excellence ، وحصل على جائزة رولاكس للمشاريع الطموحة Rolex Awards for Enterprise لتكريم قادة المستقبل في مجالات العلوم والصحة والتكنولوجيا والإستكشاف والبيئة والتراث، الجائزة تعطى كل عامين لخمسة أشخاص مبادرين بغرض الاحتفاء بهم ودعم جهودهم في مواجهة التحديات العالمية الكبرى وقد بلغ عدد المتقدمين على الجائزة منذ تأسيسها في العام 1976م أكثر من 30 ألف متقدم من 190 دولة، وحصل على الجائزة بين 1500 مرشح في العام 2014، وتمنح لجنة الجائزة مكافأة مالية تقدر بقيمة 200 ألف ريال لتحفيز الباحثين على تطوير أبحاثهم، كما حصلت أبحاثه على إشادت عدد من المنظمات العالمية منها الجمعية الدولية للأمراض المعدية.
ترجمة تقرير مجلة التايم الأمريكية
عالم الأحياء الدقيقة السعودي حسام زواوي يقهر البكتيريا الخارقة
في عالمٍ مليء بالأوبئة والمخاطر – مثل فيروس الإيبولا والإرهاب وتغيُّر المناخ – تواصل بعض المُهدِّدات انتشارها في أرجاء العالم بحرية وفي خفاء. ومن ضمن هذه المُهدِّدات البكتيريا العادية التي أصبحت مقاوِمة للمضادات الحيوية، ما حدا بالعلماء إلى تسميتها بـ “الجراثيم الخارقة”. وقد صرَّحت منظمة الصحة العالمية بأن قدرة البكيتريا على المقاومة وصلت إلى “مستويات تدعو إلى القلق في أجزاءٍ كثيرة من العالم”، مُحذرةً من خطورة المشكلة وتهديدها لفعالية الأدوية الحديثة.
إختار حُسام زواوي (وهو شابٌ سعودي يبلغ من العمر 30 عاما ويدرس في مرحلة الدكتوراه في الأحياء الدقيقة، وأحد الباحثين الذين يقاتلون لقهر الجراثيم الخارقة) البكتيريا الخارقة المقاومة للأدوية موضوعاً لبحثه العلمي لرسالة الدكتوراه، بعد أن أكمل عمله كمتدرب في مجال مكافحة الالتهابات في إحدى مستشفيات مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في عام 2006م. وقد تعرَّفَ حسام زواوي منذ البدء على مشكلة الالتهابات التي يلتقطها المَرضى في المستشفيات: حيث يدخل المَرضى إلى المستشفيات للخضوع لعمليات جراحية كبيرة، ولكنهم في الوقت ذاته يُصابون بالتهابات هناك تسبب لهم إعاقات، وأحياناً تكون مميتة.
يدرس حسام زواوي حالياً في مركز الأبحاث السريرية بجامعة كوينزلاند (UQCCR) في مدينة برزبن الأسترالية، ويعمل على تطوير اختبار تشخيصي سريع يُستخدم للكشف عن الالتهابات البكتيرية. ويقول حسام أنّ الاختبار سوف يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات فقط للكشف عن أية جراثيم خارقة، بخلاف الاختبار المعمول به حالياً والذي يستغرق في المتوسط ثلاثة أيام. وسوف يصبح هذا الاختبار جاهزاً للاستخدام خلال شهور. وعلى الرغم من أنّ الاختبار يستند إلى أجهزة متطورة وباهظة الثمن – ولهذا سوف يكون متاحاً على نطاقٍ محدود – يأمل زواوي أن يكون الاختبار بمثابة خطوة أولى لوضع نهاية لوصفات المضادات الحيوية الخاطئة التي يصدرها الأطباء على سبيل التجربة، وذلك لعدم قدرتهم على إجراء تشخيص سريع للحالات الطارئة.
وصرّح زواوي قائلاً: “إنّ عهد الافتقار لأبحاثٍ مهتمة بالجراثيم المقاومة للأدوية على وشك أن يتغيَّر”. وقد عرضت مؤسسة نستا (Nesta Foundation) البريطانية في شهر يوليو جائزة كُبرى بقيمة 16 مليون دولار ليتنافس عليها عُلماء يستطيعون التوصل إلى اختبار دقيق زهيد التكلفة للكشف عن الالتهابات البكتيرية. وبعد شهرين لاحقين، أعلن البيت الأبيض أيضاً عن جائزة قيمتها 20 مليون دولار للتوصل إلى اختبارٍ تشخيصي سريع من نفس النوع. ويعتقد زواوي أن موجة الإهتمام العارمة هذه دلالة على أن قادة العالم أصبحوا يولون أهمية بالغة للتهديد الذي تمثله الجراثيم الخارقة، والتي تتسبب حالياً في وفاة حوالى 50,000 شخص كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية وأروبا فقط. وصرّح دكتور ديفيد لوك، رئيس الجمعية الأسترالية الآسيوية للأمراض المُعدية، قائلاً: “لا تزال المسافة بعيدة بيننا وستار تريك (Star Trek) آلة الاكتشافات العلمية الخيالية التي يقوم فيها العلماء بمجرد التلويح بجهاز فيحصلون على نتيجة فورية، ولكن ما يقوم به حسام يقرّب هذه المسافة بقدرٍ كبير”.
تُعد المملكة العربية السعودية، موطن حُسام، والدول المجاورة لها من المناطق الأكثر تأثراً بالجراثيم الخارقة في العالم. حيث أنّ الوصفات الطبية الخاطئة وتزايد الرحلات العلاجية والأعداد الكبيرة من الوافدين واللاجئين القادمين من مناطق النزاعات والاضطرابات في الشرق الأوسط أسهمت جميعها في انتشار البكتيريا الخارقة في المنطقة. ويقول البروفيسور بيتر كولينون، أحد أخصائيي الأمراض المُعدية بمستشفى كانبرا أنّ الوضع في أستراليا أفضل مما هو عليه في المملكة العربية السعودية. ويضيف قائلاً: “سوف يصل الوضع إلى مرحلةٍ يتعذر فيها القيام بالعديد من الإجراءات الطبية خشية حدوث التهابات مُصاحبة”.
وما أنّ بدأ تركيز زواوي على الجراثيم الخارقة في بحثه، سرعان ما أدرك أن هناك عدم وعي بالمشكلة في منطقة الخليج العربي. ويقول زواوي: “هذا جانب يحتاج لدراسة وبحث بغية رسم صورة عالمية عن الوضع”. وبدأ زواوي مؤخراً العمل في مشروع تعاوني تشارك فيه سبع مستشفيات من دول الخليج يسمح لها بتبادل معلومات بغية مراقبة نشوء الجراثيم الخارقة. ويأمل زواوي أن يصبح المشروع نظاماً رسمياً لمراقبة الجراثيم الخارقة، على الرغم من أن هذا سوف يتطلب الكثير من العمل والمثابرة.
يقوم زواوي بزيادة الوعي بالتهديد الذي تمثله الجراثيم المقاومة للأدوية في دول الخليج، وذلك من خلال حملة توعية بدأها بتغريدة عبر تويتر (Twitter) حول هذا الموضوع. ويقوم زواوي أيضاً بالقاء محاضرات عامة والمشاركة في مقابلات تلفزيونية.
يقول عمر باز، أحد الباحثين المبتدئين والذي عمل كمتطوع في مختبر زواوي في برزبن، أنه تعلّم من زواوي أهمية تحديد الأهداف، وأنّ زواوي لا يبحث في مجال الجراثيم الخارقة من أجل منفعة شخصية، بل هدفه هو تحقيق نتيجة ذات أثر”.
وقد قامت شركة رولكس لتصنيع الساعات في يونيو باختيار حسام زواوي كواحدٍ من ضمن خمسة عُلماء من فئة الشباب لعام 2014 م لنيل جائزة رولكس للمشاريع الطموحة، والتي تبلغ قيمتها حوالى 60,000 دولار لمساعدته على متابعة عمله. ويدرس زواوي حالياً بموجب منحة مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية، ويخطط للعودة بعد ذلك إلى السعودية لتأسيس مؤسسة في مجال التكنولوجيا الحيوية لكي يواصل فيها تطوير اختبارات تشخيصية. كما يخطط زواوي أيضاً للعمل مع المستشفيات لمساعدتها على الكشف عن الالتهابات البكتيرية.
ويعتقد زواوي أنّ الحرب ضد الجراثيم الخارقة سوف تكون طويلة الأمد، ويقول: “حتى مع وجود مضادات حيوية جديدة، سوف تكتشف البكتيريا طُريقة للتغلب عليها. ولكنني متفائل حيال ما أقوم به وأعتقد أننا قادرين على تحقيق مبتغانا”.