هدى مجركش كوليز
عام مضى في كنف وطن كان دافئا كوطني، لم أشعر بالغربة فيه، ولا بالحنين، وجدت في هذه الأرض فسحة جميلة، فيها نسيم غريب يحمل رائحة تاريخ يخصني ويستهويني، هذا العطر فيه أشم ريحة أحباب الله، فيها ديني ودنياي.
بلد لا تستطيع أن تجمعه بالبقية، له خاصية وحده، وفيه شعب وفي إن أحبك فأن
ت تملك من الحظ الكثير، وجدت في هذا الشعب مودة لا حدود لها، صار بيني وبينهم ألفة، وكلما نقلت لهم هذا الإحساس أحبوك أكثر، فهم الأهل ومنطق الأسرة الذي تفتقده في كل مكان، لمة العائلة هذا الشعور الرائع الجميل الصادق.
فيه نساء لسن ككل النساء، وما تخفي العباءة أعظم، أذهلتني المفاجأة ومن لم يتعرف على قيمة المرأة السعودية ناقص فكر، هن نساء بمنطق رفيع، وعلم وفير، وقوة في الشخصية، ومتعة في الحديث، أدبهن أدب، وثقافتهن تندرج في مصاف العلماء، قابلت في جلساتهن الطبيبة والمعلمة وسيدة الأعمال والأديبة والشاعرة وكل ما يزيد الإعجاب وأكثر.
تحت العباءة عالم آخر من الحشمة والوقار والجمال الذي يسر الناظرين، ما تحت العباءة لغة جميلة وعبارات رقيقة وأنوثة لا توصف، لا يشبههن أحد، لهن خاصية وحدهن، وكلما غلت الحاجة كان التغليف أجمل.
في بلد كهذا فكر وثقافة وعلم ومعرفة، تقف حائرا في قول من لا يعرفكم يجهلكم، وكل من يتكلم من بعد جاهل ولا يفقه شيئا.
هذا شعوري وهذا رأيي ومن ينكر الحقيقة لا خير فيه، بلد صرت اشتاق إليه عندما أغيب كشوقي لوطني الغالي، جل ما أتمناه أن يحفظ هذا البلد الأمين الذي نتكئ عليه وقت عجزنا وتعبنا وقلة حيلتنا، وأن نكون له ممتنين، فكم يد خيرة ساهمت في مسح دمعة طفل، وبكاء أم، وعجز رجل، من لا يشكر أهلا كانوا لنا ألف أهل، شعب لا ينكر الجميل.
يا السعوديه أهل الشام بخير طالما أنتِ بخير.
* حرم السفير البريطاني في المملكة