الدكتور ناصر العقيلي، الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تمكن من تطوير طريقة لاستخلاص مادة من المطاط الصناعي في إطارات السيارات المستهلكة واستخدامها في صنع طلاء عازل ذي فاعلية عالية في مكافحة الصدأ في أنابيب النفط والغاز، حيث قال أن دراسات الجدوى أثبتت أن التقنية تتميز بقيمة اقتصادية عالية جدا، حيث إن متوسط قيمة لتر الطلاء التقليدي 30 ريالا سعوديا، بينما تستطيع التقنية إنتاج طلاء بجودة عالية تصل تكلفة اللتر إلى تسعة ريالات فقط.
وكشف أنه يتم حاليا التشاور مع “أرامكو السعودية” من أجل الاختبارات العملية على المستوى الصناعي، وعند إتمام الاختبارات سيتم الحصول على اعتماد للمنتج من “أرامكو”، وبالتالي يمكن تسويق المنتج عالميا.
وأضاف، أنه “بالنظر إلى السوق المحلية نجد أن المملكة من أكثر الدول في العالم معاناة من الصدأ، خصوصا في أنابيب النفط والغاز، إضافة إلى تآكل الخرسانة، حيث تصل تكلفة مواجهة الصدأ أكثر من 13 مليار دولار سنويا، كما أن السعودية من أكثر الدول استهلاكا للإطارات”.
وتابع، أن هناك بعدا بيئيا مهما للابتكار، لأنه يقوم على الاستفادة من إطارات السيارات التي ترمى وتحرق متسببة في أضرار بيئية بالغة، فقد تم استخلاص المطاط الصناعي الذي يتبخر عند تسخينه وكان من غير الممكن إعادة تدويره، وتحويله إلى طلاء ذي جودة عالية يتم استخدامه في طلاء مختلف الأنابيب، وخصوصا أنابيب النفط والغاز، لافتا إلى أن الطلاء الجديد أكثر فاعلية من الطلاء التقليدي بينما تكلفته أقل من الثلث.
وقال العقيلي، “انتهينا من مرحلة إثبات المبدأ في تقنية طلاء الأنابيب ونقوم حاليا بإجراء اختبارات ميدانية، ووصلنا في جاهزية التقنية إلى مستوى 8، وبقيت أمامنا خطوتان فقط لتكتمل الدورة ويصل الطلاء إلى جميع أسواق العالم”.
وأوضح، أن الفريق البحثي قام بدراسة لسوق الطلاء في العالم الذي تجاوز 253 مليار دولار في ثلاث سنوات فقط، وفي حال تم الاستحواذ على نسبة نصف في المائة فقط من هذه السوق، فإن هذه التقنية ستحقق دخلا وطنيا بمليارات الدولارات.
وأشار إلى أن ميزة المواد المبتكرة ذات جدوى اقتصادية عالية، حيث تمكن هذه التقنية من الحصول على طلاء عال الجودة بثلث ثمن الطلاءات التقليدية، وطوب عازل بنصف القيمة، كما أن هناك بعدا بيئيا للمشروع لأن المادة المستخلصة كانت تحرق وتتسبب في انبعاثات بيئية خطيرة، ما يجعل التقنية ذات أثر بيئي كبير فضلا عن الجدوى الاقتصادية.
وأضاف، أن التقنية حصلت على ثلاث براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي، وتجاوزت مرحلة إثبات الفكرة والاختبارات المعملية، وتم إنشاء شركة قائمة على هذه التقنية يرأسها رائد أعمال من خريجي الجامعة وهي حاليا في طور التسويق.