الأستاذ محمد توفيق بلو ( أمين عام جمعية أبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية)، كان قد أصيب بضعف بصر تدريجي في عام 1989م نتيجة التهابات وراثية في قاع العين إلى أ نأدى به إلى العمى . عمل “بلو” كمضيف جوي بالخطوط الجوية العربية السعودية خلال الفترة بين عامي 1980م و 1985م، كما عمل أيضاً كـ “طاهي جوي” بالخطوط السعودية من 1985 إلى 1989 وكان أول طاهٍ سعودي يعمل في مطابخ «الدرجة الأولى» .
خبرة “بلو” العملية في الخطوط السعودية ساعدته في ابتكار فكرة وجبة الراكب الكفيف والتي ساهمت في حصول الخطوط على ثلاث جوائز عالمية، في مجال الخدمة على الطائرات، ثم انتقل بعد ذلك ليصبح مدرباً للخدمة الجوية بمركز تدريب الملاحين بالخطوط السعودية، إلى أن عجز عن الاستمرار في عمله نتيجة فقد بصره في عام 1992م .
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله اهتمام ورعاية بالاستاذ “بلو” حيث منحه أربعين الف ريال مما ساعده في تمويل برنامجه التدريبي في مركز تدريب الجمعية الوطنية بمنيابلس الامريكية في عام 1996م.
وعندما عاد لأرض الوطن قدم مشروع”إبصار” والذي حظي برعاية ودعم سخي من صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز ال سعود والعديد من الخيريين من ابناء هذا الوطن المعطاء وكانت إبصار بمثابة الحلم والواقع الذي قدم العديد من الخدمات الإنسانية والتدريبية للمعاقين بصرياً والمختصين في طب العيون والبصريات والتربية الخاصة في المملكة والعالم العربي بكلفة بلغت 25.674.872 ريال على مدى 8 سنوات.
اقترح “بلو” مؤخراً اختراع لتطوير آليات التحقيق في حوادث الطيران، ورفع مستوى السلامة أثناء الحوادث. وهي منظومة إلكترونية جديدة تعتمد على شبكة من الكاميرات الرقمية الذكية داخل وخارج الطائرة ومرتبطة بنظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية، لها نقاط استقبال في كافة المطارات حول العالم. ويعمل نظام (سكاي آي) ذاتيا، وبمجرد أن يعلن قائد الطائرة عن وجود حالة طوارئ فإن الكاميرات تبدأ بالتصوير تلقائياً وتبث صورة وصوتاً إلى منظومة الاتصالات الفضائية المخصصة لها، وبدوره يقوم القمر الصناعي ببث مباشر إلى أقرب مطار يشرف ويتابع الحادثة.
تقوم منظومة (سكاي آي) بتقييم وتحليل الوضع الداخلي للطائرة، وتقديم التعليمات والإرشادات اللازمة في حالة تعذر على الملاحين القيام بدورهم بسرعة وكفاءة عالية، فعلى سبيل المثال في حالة حدوث تسرب الضغط من الطائرة أثناء الطيران وتطلب ذلك وضع أقنعه الأكسجين فوراً وليس للملاحين القدرة أو الوقت الكافي لتوجيه التعليمات والإرشادات للركاب لخطورة الموقف، فإن كاميرات» سكاي آي «ستتابع الموقف وستصدر إرشادات صوتيه للركاب الذين لم يتكمنوا من وضع أقنعتهم لأي سبب، وفي حالة تعرض الطائرة لهبوط اضطراري على اليابسة أو الماء أو سقوطها واستدعى الأمر الاخلاء الفوري للركاب فان كاميرات سكاي آي الخارجية والداخلية تستطيع تحديد الأبواب التي بالإمكان فتحها بأمن وسلام دون تعريض حياة الركاب أو الطائرة للخطر.
كما تقوم (سكاي آي) بتقييم وضع الأمان والسلامة الخارجية للطائرة بعد وقوع الحادث سواء على اليابسة أو الماء، وتقديم معلومات للكاميرات الداخلية عن الوضع الخارجي للطائرة إن كان الوضع آمنا من وجود نار أو دخان كثيف أو ارتفاع في منسوب المياه خارج الطائرة.
وفي نفس الوقت تقوم الكاميرات بتخزين معلومات رقمية للحدث بكامله تحفظ مباشرة في المستقبلات الأرضية بالمطار الذي يباشر الحادث، وسوف تكون هذه الصور متاحة للمعنيين من المحققين الذين سيشرفون على التحقيق في الحادث حتى قبل العثور أو التقاط الصندوق الاسود من الحطام وبالتالي يستطيعون تحليل أسباب الحادث في وقت وجيز وكيفية تفاديه مستقبلاً أو تقليص الحد من الاصابات.