يعتبر النجاح من أهم أسباب السعادة في حياة البشر، حيث يبحث الجميع عنه ليثبتوا ذواتهم برغم المشقة التي قد تواجههم والعقبات والصعاب التي قد تعترض طريقهم.
وهناك من يتوهم بأن النجاح مجرد ضربة حظ وصدفة عمياء، ولكن الواقع يقول غير ذلك، حيث أثبتت العديد من قصص هؤلاء الذي لمعوا وشقوا طريق التميز بأن النجاح هو صناعة وهندسة وعلم وكفاح وتحدي!
وبمجرد بحثك عن النجاح فهذا بحد ذاته دليل تفوق وتميز، حتى لو تعثرت وتأخر الوصول .
إذا تحدثنا عن النجاح فلا يمكن ان نُغفل أبدًا قصص نجاح رجال أعمال بدأوا من الصفر بل بعضهم من تحت الصفر، حتى وصولوا لقمة الجبل، واطلوا برأسهم على شعاع النجاح القادم من الأفق الجميل، ومن أشهرهم وأبرزهم :
الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي
من منا لا يعرف هذا الرجل ؟ غير خافي أنه مؤسس المصرف الكبير والأقدم في المملكة وذو الحصة السوقية الضخمة .
يحتل الشيخ سليمان الراجحي المرتبة الـ 107 عالمياً في قائمة فوربس لأغنياء العالم ( وهو بنفسه رفض هذا التصنيف وقال بأنه لا يهمه )، كما يُعد صاحب الترتيب التاسع عشر بين أغنياء العرب في عام 2010. أسس الراجحي إلى جانب مصرف الراجحي أكبر مشاريع الدواجن في الشرق الأوسط ( الوطنية ).
بلغت ثروة الراجحي 8.4 مليار دولار ، وقد أعلن عن التبرع بمعظم ثروته لأعمال الخير، ممولاً جهود محاربة الجوع وتطوير التعليم في السعودية، وقام بتحويل حصته البالغة %20 تقريباً في بنك (الراجحي) إلى وقف يحمل اسمه .
لم يُولد سليمان الراجحي من أسرة غنية، بل بدأ حياته من الصفر وهو في سن العاشرة، حيث كان يملأ ” الكيروسين” في قوارير ويتاجر بها، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل حمالاً! ثم بائعاً للخضروات! وكافح برغم ذلك وبكل السبل ليحقق أحلامه .
في موسم الحج كان الراجحي يذهب إلى مكة ويبيع ويشتري العملات مع الحجاج، ومع ازدهار عمله ونجاحه قرر أن يفتح محلاً للصرافة في عام 1366هـ، وهي بداية إعلان انطلاق مجموعة الراجحي المصرفية، التي تحولت إلى إمبراطورية مالية.
مشكور أبو غزالة
من منا لا يعرف مطعم البيك؟ لكن هل تعلم أن مؤسسها كان يعمل في أعمال الطبخ في مطعم صغير افتتحه بنفسه، وبرغم أن وفاته كانت وفاة للمطعم الذي أسسه بسبب تكالب الديون على ورثته، ولكن أبناءه رفضوا أن تكون هذه نهاية الطريق، فاستكملوا نجاحات والدهم وقاموا بتسديد كامل الديون واستقلوا عن الشركات الأجنبية التي كان والدهم قد تعاقد معها، وقاموا بإنشاء مطعم “البيك” وخلال ثلاث سنوات جربوا العديد من الخلطات غلى أن استقروا على الخلطة السرية الشهيرة التي نالت استحسان الملايين وشد لها الآلاف الرحال !
صالح كامل !
هل تعلم عزيزي القارئ من أول من أنشا مؤسسة للإنتاج الإعلامي؟ بكل تأكيد هو صالح كامل ولكن كيف ذلك؟
بدأ صالح كامل كمراجع حكومي “معقب” وعشقه للعمل التجاري منذ الصغر جعله يقوم بصنع الألعاب الصغيرة ويبيعها على زملائه وعلى الأطفال، ثم اتجه إلى بيع المجلات، وفي أثناء ذلك امتلك طابعة صغيرة ينسخ مذكرات الطلبة ويعدها لهم، واستمر في ذلك حتى تخرجه من الجامعة.
أسس كامل مجموعة دلة البركة في عام 1982 باستثمارات مختلفة ومتنوعة، وحقق من خلالها ثروة طائلة، ويعد صالح كامل أول من أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي والتي عرفت بـ الشركة العربية للإنتاج الإعلامي، وبدأت ART ببث برامجها من خلال خمس قنوات وذلك في العام 1993 م .
المهندس علي النعيمي و “برادة المياه” !
شاب مكافح أهين في بداية حياته، فعندما كان يعمل عاملًا انتابته نوبة عطش شديدة، فقرر التوجه إلى براد المياه ليروي عطشه، وعندها تقدم إليه مهندس أمريكي ناهرًا إياه، وقائلًا له: “أنت عامل ولا يحق لك أن تشرب من البرادة الخاصة بالمهندسين”.!
كانت تلك الكلمات حافزاً له لتطوير نفسه وقدراته، واستثمار هذا الغضب من هذا الموقف إلى تحول كبير في حياته.
بدأ النعيمي بالدراسة في المدارس الليلية ثم انتقل للنهارية، حتى نال شهادة الثانوية، وقرر أن يُكمل تعليمه فتقدم بطلب الابتعاث للخارج، ووافقت الشركة فذهب ونال البكالوريوس في الهندسة، ورجع إلى وطنه شامخ الرأس .
تدرج المهندس علي النعيمي في الوظيفة من رئيس قسم ثم شعبة ثم رئيس إدارة إلى أن أصبح نائب رئيس الشركة ثم عُين وزيراً على وزارة البترول والثروة المعدنية عام 1993م.