محمد بن سرور الصبان (1898 م – 1971 م) رائد الأدباء والمثقفين في (مكة المكرمة) منذ عهد الهاشميين فقد ولد بالقنفذة سنة 1316هـ ثم انتقلت أسرته إلى جدة عام 1320هـ وتلقى في كتاتيبها الدروس العربية والشرعية وعندما جاءت الحرب العثمانية – الإيطالية انتقل مع أسرته إلى مكة وهناك دخل مدرسة الخياط القديمة ثم اشتغل مع والده في التجارة، وقد عين مبكراً كاتب يومية بإدارة بلدية مكة في عام 1336هـ ثم رقي إلى وظيفة محاسب فرئيس كتاب وعندما آلت الأمور في هذا البلد إلى الملك عبدالعزيز آل سعود عينه رئيس كتاب بلدية مكة المكرمة في عام 1343هـ ثم سكرتيراً للمجلس الأهلي وترقى في الوظائف الحكومية حتى عين وزيراً للمالية بعد وفاة الملك عبدالعزيز، وهي الوزارة التي أقام فيها مبادئ الليبرالية الاقتصادية تأثراً بالفكر الليبرالي المصري وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز عينه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1382هـ / 1962 كما أنشأ مكتبة ثقافية عامة في كل من مكة المكرمة وجدة.
يعتبر الصبّان من رواد وواضعي النوى الأولى لمؤسسات المجتمع المدني والتي تحققت فاعليتها، ودورها الرمزي، في استقلالها عن المؤسسة السياسية، كمظهر مدني حديث مثل: جمعية الإسعاف الخيري: تأسست عام 1934م، والتي تعد نواة المؤسسات الثقافية والأدبية في المملكة، فضلاً عن دورها الصحي والاجتماعي، وجمعية قرش فلسطين التي تأسست عام 1935م)، ولجنة الدفاع عن فلسطين التي تأسست عام 1937م.
والصبان شخصية عرفت بالمناداة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام. وقد كلفته آراءه الصريحة، ومطالبه بالإصلاح، دخول المعتقل، والحبس لمدة اثنين وعشرين شهراً، قبل أن يعفى عنه.
يعتبر الصبّان من رواد العمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، بوصفه مؤسساً لعدد من الشركات الاقتصادية الكبرى، ذات الوظائف التنموية المرتبطة بتحديث المجتمع والدولة، تابعا في ذلك عمل الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب؛ مثل:
شركة الفلاح للسيارات، والشركة العربية للتوفير والاقتصاد، والشركة العربية للصادرات، والشركة العربية للطبع والنشر عام 1935، وشركة ملح وكهرباء جازان، وشركة الزهراء للعمارة، وشركة مصحف مكة.
قال عنه أحمد زكي أبو شادي: “انه زعيم الحركة الادبية في الجزيرة العربية منذ نشأتها”.