شارك المبتعث السعودي في الجامعة الوطنية الماليزية محمد عماد الشيخ في الدورة الحادية عشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي الذي عقد مؤخرا في العاصمة كوالالمبور، حضرها تسعة من قادة الدول، و13 وزيرا وممثلا للحكومات، وأكثر من أربعة آلاف مشارك من 102 دولة.
وتركزت جلسات المنتدى المقام في الفترة ما بين 3 إلى 6 من نوفمبر الجاري، على تفعيل دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تنمية اقتصادات الدول لاسيما وأن العالم يواجه تحديات كبيرة في اقتصاداته الكلية مع انخفاض أسعار النفط، حيث ركز الشيخ من خلال مشاركته على أهمية تبني مفهوم “الاستدامة” في تلك المنشآت.
وذكر الشيخ بأنه في صدد مناقشة البحث لنيل درجة الدكتوراة، حيث سيتم إرسال النتائج والتوصيات لوزير التجارة د. توفيق الربيعة بعد الاطلاع على جهود الدول في شرق آسيا خصوصاً ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وأسباب نجاحها في احتضان تلك المنشآت منذ ولادتها إلى أن تقف شامخة معتمدة على نفسها، وذلك تزامنا مع إعلان تكوين هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مؤخرا.
نائب وزير التجارة الماليزي مع الشيخ
وأوضح الشيخ أن دراسته تهدف إلى معرفة العوامل التي تؤثر في استدامة تلك المنشآت التي تتصف بمحدودية المصادر سواء أكانت مالية أم بشرية، موضحا بأن معدل عدم استمراراية تلك المنشآت في المملكة لا يتعدى ثلاث سنوات، وفي حال استمرارها فقد لا تحتفل بميلادها السابع، وبالتالي تقل مساهمتها في دعم الناتج المحلي الإجمالي، والذي لا يتعدى 33% ما يضر بمستوى الاقتصاد بشكل عام.
وأضاف أنه من المهم جدا أن تتبنى تلك المنشآت مفهوم العوامل الرئيسة للاستدامة والتي تعمل بها حاليا بعض الشركات الكبرى، وأهمها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لضمان عملية الاستمرار وعدم السقوط مبكرا، مفيدا أنه في ظل تقلب الاقتصاد العالمي والذي يتصف ب “غير الثابتت”، يجب أن تتسم المنشآت الصغيرة والمتوسطة “بالمرونة” من أجل التغلب على كثير من العوائق المتعلقة بالركود الاقتصادي.
وفي سياق متصل بأعمال المنتدى الدولي الاقتصادي الذي عقد في كوالالمبور مؤخراً، يؤكد الشيخ أهمية تقليص الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في العالم الإسلامي، من خلال تهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة للدخول في أسواق الدول الفقيرة، وبدء بعض أنشطتها حسب إمكاناتها المحدودة.
واقترح إلى جانب توصية منتدى كوالالمبور بإنشاء شبكة عابرة للحدود بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة تضم الدول الإسلامية المصنعة والمستهلكة في الشرق الأوسط وآسيا.