تناول برنامج شخصيات اقتصادية، على قناة “العربية” تجربة استثمارية رائدة في قطاع الطاقة النظيفة، لرجل أعمال سعودي يدير أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم “أكوا ورزازات” في المغرب.
وفي رحلة تحكي قصة نجاح مجموعة سعودية من الكفاءات والطاقات، جرى توظيفها في مشاريع عملاقة، روى رجل الأعمال للزميلة فاطمة الضاوي، حكاية مشروع سيجعل من منطقة الشرق الأوسط واحدة من أهم المناطق إنتاجاً للطاقة النظيفة.
ومن منطقة ورزازات المغربية المشهورة في عالم السينما وجبال الأطلس، تناولت الحلقة حياة رجل الأعمال السعودي محمد عبدالله أبونيان، الذي رأى في قطاع الطاقة المتجددة فرصاً وآفاقاً استثمارية كبرى، ويقول إن السنوات المقبلة ستشهد افتتاح مشاريع كبرى في ذات المجال، كما أنه يؤكد على العمل المؤسسي للمجموعة التي يديرها، بحيث لا تتأثر برحيل شخص، أو برؤية فرد مهما كان منصبه.
10 سنوات من العمل
وبعد 10 سنوات فقط جعل أبونيان من مجموعته شركة رائدة في توليد الكهرباء وتحلية المياه، باستثمارات تفوق الـ20 مليار دولار، ليظل، طموحاً بتوسيع أعماله بالقول، “نحن لم نزل في البدايات”. ورغم صعوبتها فإن مشاريع الطاقة تكاد تكون شبه مستحيلة للتنفيذ، لكن أبونيان حقق ما يطمح إليه في هذا المشروع.
ولد محمد أبونيان في الرياض عام 1962، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية، بدأ حياته العملية في مجموعة شركات عبدالله أبونيان، التي بدأت عام 1950 ويشمل نشاطها مشاريع قطاع المياه. وعلى مدى 30 عاماً عمل في مشاريع مرتبطة بقطاع المياه والكهرباء، وتدرج فيها في مناصب عدة.
ويتولى محمد أبونيان اليوم منصب الرئيس مجلس الإدارة في أكواباور، إضافة إلى منصب الرئيس التنفيذي في مجموعة شركات عبدالله أبونيان القابضة، وهو عضو في الهيئة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية، وعضو في مجلس إدارة عدد من الشركات المدرجة في السوق السعودية.
في عام 2004 نشأت شراكة بين مجموعة من شركات القطاع الخاص يقودها أبونيان، لإنشاء شركة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه والمحلاة تحت مسمى “شركة أعمال المياه والطاقة العربية” برأسمال بلغ2.9 مليار ريال.
أكبر محطتين عائمتين
وبدأ التوسع الفعلي في العام2008 حيث انضم شركاء جدد من القطاع الخاص وتأسست “شركة أعمال المياه والطاقة الدولية” أكوا باور. وفي عام 2010 بدأت أكواباور أولى خطواتها بتوسيع نطاق أعمالها خارج السعودية.
وفي عام 2013 انضمت كيانات ومؤسسات القطاع الحكومية كمساهمين في الشركة حيث انضم كل من صندوق مؤسسة التقاعد السعودية و”شركة سنابل للاستثمارات المباشرة” التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بنسبة 17,2% من الشركة، تلاها دخول مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي خلال العام 2014.
واليوم تتوزع أعمال الشركة في 25 مشروعاً، وتمتد عملياتها انطلاقاً من السعودية إلى منطقة الشرق الأوسط، وشمال وجنوب إفريقيا، وشرق أوروبا ومؤخراً في جنوب شرق آسيا. وبطاقة إنتاجية تتجاوز 15 ألف ميجاواط من الكهرباء و2.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم.
وعبر شركة بوارج الدولية تمتلك أكوا باور أكبر محطتين عائمتين لتحلية المياه على بوارج تابعة لها، وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً.
وفي حديثه عن النجاح يقول رجل الأعمال السعودي محمد أبونيان، إن الإنجاز يتطلب التعب، والمثابرة، والتميز لا يمكن قياسه إلا بوجود منافسين، فهو يشعر أن المنافسة الحافز الأكبر على تطوير الأعمال.
وذكر أن شركة أكوا باور بدأت العمل على إنشاء مشروع “نور 1” باستثمار يزيد عن 800 مليون دولار، ومن المنتظر أن تبدأ في ضخ الطاقة النظيفة أواخر عام 2015.