400 خبزة حمراء ممزوجة بالتمر الأحسائي، ينتجها العم بوفهد الربيع يومياً منذ بزوغ الشمس حتى الظهيرة، مستقبلاً ناراً أشعلتها جذوع النخل العريقة في تنور خزفي، حيث ارتبط اسم الخبز الأحمر به بعد أن أمضى 55 عاماً في هذه المهنة الشعبية، مع اندثار الأجداد القائمين عليها وسيطرة العمالة الوافدة.
“العربية.نت” تواجدت في محله الذي يطغى عليه التراث العمراني وسط النخيل، الذي تكتظ به الأحساء لتتعرف على أسرار صبره في هذه المهنة رغم صعوبتها.
وأوضح الربيع أن عملية الخباز تتطلب خبرة في خبز العجين مع الطحين البر واختيار أجود أنواع التمر لاستخدامها في صناعة الخبز. ونقوم حالياً بإضافة مكونات جديدة مواكبة للأذواق، كالجبن والزعتر، إلا أن هذا لم يفقد الخبز الأحمر الأحسائي بريقه. أما عن بدايته فكانت وعمره 13 سنة، حيث كانت تباع الخبزة بـ4 قروش، وسبب استمراره في هذه المهنة هو عشقه لها حتى أصبح له بصمة واضحة في كل مهرجان تراثي على مستوى المملكة.
ويحاول العم بوفهد نقل هذه المهنة للأجيال القادمة خشية الاندثار، لكنه يشهد صعوبة بالغة لشقاوتها، فهو يُعتبر من أواخر حلقات سلسلة الخبازين السعوديين.
وفي ثوانٍ معدودات وهو يتحدث إليك حتى يدخل يده في التنور ويسحب خبزة حمراء ساخنة ببراعة، ويمكث على هذا المنوال حتى الظهيرة دون ملل. ويضيف قائلاً إن هذه المهنة مصدر رزق جميل، والحركة لكسب الرزق شيء إيجابي، لذلك يجب على المسؤولين دعمها والاهتمام بها وتعريف الجيل الحالي بتاريخها الصامد.